الاخباررياضة

جريمة لا يجوز السكوت عنها.. هل تتحرّك الدولة اللبنانية؟

وصلت بعثة المنتخب اللبناني لكرة القدم برّاً الى العاصمة الأسترالية كانبيرا، والتي تبعد 4 ساعات عن سيدني، بعدما خاض رجال الارز مباراتهم التي انتهت بخسارة صعبة امام استراليا بهدفين دون رد، ضمن الجولة الثالثة من منافسات المجموعة التاسعة في الدور الثاني للتصفيات الآسيوية المشتركة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027 في السعودية.


وكان من البديهي أن يغادر منتخب لبنان الأراضي الأسترالية عقب مباراة أمس، ليعود إلى أرض الوطن، تحضيراً لمباراة الإياب على أرضه وبين جماهيره يوم الثلاثاء المقبل، إلا أنه سيبقى على أرض خصمه، لمواجهته في كانبيرا الثلاثاء المقبل (10:45 صباحاً)، مما سيحرم رجال الارز من فرصة مؤاتية لاستثمار الأداء الواعد الذي قدموه امس.


وسلط موقع الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، على مشقة السفر التي يعانيها المنتخب اللبناني في رحلته الحالية في استراليا، ضمن 5 محطات القى الضوء عليها، ضمن الأسبوع الجاري من التصفيات، وكتب تحت عنوان: “مواجهة بعيدة عن الوطن للبنان”: بأن منتخب لبنان قطع واحدة من أطول الرحلات الممكنة في كرة القدم الآسيوية عندما سافر أكثر من 14 ألف كيلومتر لمواجهة أستراليا في سيدني، قبل أن يقوم برحلة “أقصر إلى حدٍ ما” إلى كانبيرا لمواجهة نفس المنافس يوم الثلاثاء.


والمعلوم أن المسافة بين سيدني وكانبيرا تبلغ 326 كلم، اي ما يفوق المسافة على طول الخط الساحلي اللبناني على الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة (العريضة حتى الناقورة)، والبالغة نحو 215 كلم.


ولا شك أن ما يحصل لم يعد من الجائز السكوت عنه، كونه يعتبر بمثابة جريمة بحق كرة القدم اللبنانية، إذ لا يعقل أن يهجر منتخب لبنان كما الأندية التي تمثل وطنها خارج الديار، كما حصل هذا الموسم مع العهد الذي سيخوض واحدة من أهم المباريات بنهائي الغرب لكأس الاتحاد الاسيوي أمام النهضة العماني في مدينة كربلاء العراقية، كما حصل مع نظيره النجمة بالمسابقة عينها.


وما يزيد المشهد قساوة، أن لبنان لا يفتقد للملاعب التي سبق وشيدت لاستضافة كأس آسيا عام 2000، بل إن هذه المنشآت تحتاج لتفاصيل صغيرة لإعادة احياءها، ما يوجب انطلاق ورش الصيانة لتشغيلها، ان لم يكن جميعها، فأقله واحد منها، علماً أن المسؤولية هنا تقع على عاتق الدولة المسؤولة عن عدة ملاعب، كما بلدياتها المشرفة على البعض الآخر.
وحسناً فعلت لجنة الشباب والرياضة النيابية، حيث ناقشت تزامناً مع خوض منتخب لبنان مباراته الأولى امام استراليا، امكانية اشراك القطاع الخاص في إدارة المنشآت وسط عجز الدولة عن ادارتها، وآلية تطوير هذه الفكرة في اقتراح قانون يعيد الحياة للمنشآت الرياضية، وفق ما اعلن رئيسها النائب سيمون ابي رميا.
وشدد ابي رميا على اهمية تفعيل دور المنشآت وقال:” نأسف ان منتخب لبنان لكرة القدم والذي يمثل لبنان خير تمثيل في آسيا لا يستطيع ان يلعب المباراة على الملاعب اللبنانية في مرحلة الإياب، ما استدعى الاستعاضة عنها بملاعب خارج لبنان.”
واكد متابعة الموضوع في جلسات متتالية للّجنة توصلًا الى صياغة اقتراح القانون.
ويشار أن منتخب لبنان تراجع للمركز الثالث في هذه المجموعة خلف نظيره الفلسطيني الذي فاز على بنغلادش 5-0، ليرفع رصيده إلى 4 نقاط مقابل 2 للبنان و1 لبنغلادش، فيما تتربع استراليا بالصدارة بـ9 نقاط بالعلامة الكاملة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى