الاخبارأبرز العناوينمقالات خاصة

تحرك أميركي عاجل لاحتواء الانفجار.. سيناريوات الرد الإيراني.. ماذا عن الرد “الإسرائيلي”؟

كتب محمد جمية: يحبس الإقليم أنفاسه وتنشد أنظار العالم وتقف “إسرائيل” على “إجر ونص” ترقباً للرد الإيراني الذي حسمت القيادة الإيرانية أنه آتٍ لا محالة، وأكد السيد حسن نصرالله المؤكد بإطلالته الأخيرة، فكُل التطورات في المنطقة تسير على إيقاع الرد الإيراني المرتقب.
أما وأن قرار الرد الإيراني قد اتخذ وأحيل إلى التنفيذ الميداني، فلم يعُد السؤال حول طبيعة الرد ومكانه وحجمه فحسب، بل ما هي ردة الفعل الإسرائيلية على الرد والرد الإيراني على الرد على الرد، ومسار المواجهة حينها. والسؤال الأهم هل تحتوي الجهود الدبلوماسية الأميركية العاجلة على أكثر من خط دولي وإقليمي في احتواء الإنفجار في المنطقة بحال تدحرجت الردود إلى الحرب؟
تتحدث مصادر إقليمية عن وثائق سرية عن توقع سيناريوات عدة للرد الإيراني:
الأول: استهداف مراكز عسكرية وأمنية إسرائيلية حساسة في قلب “إسرائيل” بصواريخ إيرانية مجنحة بعيدة المدى. وفي هذا السياق، تكشف المعلومات عن أن وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية أبلغت قيادة الإحتلال الإسرائيلي أن الرد سيكون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن الممكن أن تكون هذه المراكز قواعد عسكرية واستخبارية أساسية في “إسرائيل” يشمل عملها جغرافية المنطقة برمتها تكون نكسة أمنية عسكرية استخبارية استراتيجية لـ”إسرائيل” لن تستطيع النهوض منها قبل سنوات. وتعبر قيادات “إسرائيلية” رفيعة عن خشيتها من استخدام إيران للصواريخ الباليستية.
الثاني: استهداف بعثات دبلوماسية إسرائيلية في الخارج، ولهذا السبب أصدرت الحكومة الإسرائيلية تعليمات لسفاراتها في العالم اتخاذ إجراءات أمنية طارئة.
الثالث: هجوم إيراني جوي عبر مسيرات مزودة بأجهزة تشويش ضد القبب الحديدية ومنظومة الـ”جي بي أس” الإسرائيلية، تنطلق من إحدى الجبهات المحيطة بـ”إسرائيل” على أهداف عسكرية وأمنية إسرائيلة استراتيجية.
بمعزل عن طبيعة الرد والخسائر المتوقعة، لكن “إسرائيل” تواجه مأزقاً كبيراً لن تخرج منه من دون أثمان باهظة، بخاصة إذا طال أمد الرد الإيراني ودخل الكيان في حالة استنزاف طويلة بأمنه واقتصاده وجبهته الداخلية، ويرى مسؤولون في الكيان بأن من اتخذ قرار ضرب القنصلية الإيرانية ورط “إسرائيل” بكارثة كبرى لن تقوم منها، وقال عضو الكنيست ووزير الأمن الداخلي السابق أفيغدور ليبرمان إنه لا يعلم الجهة التي اتخذت مثل هذا القرار في “إسرائيل”. فإلى جانب حرب الإستنزاف التي تخوضها وغرقت في مستنقعها في غزة، ونزيف جبهات الإسناد، فهل تستطيع خوض حرب جديدة مع إيران؟، في وقت محور المقاومة يتحضر للإحتفال بالنصر الكبير في حرب غزة كما قال السيد نصرالله الذي تحدث بلغة المطمئن الى جبهات القتال لا سيما جبهة غزة وبالثقة واليقين بالإنتصار؟.
من هذا المنطلق، هل تحتوي “إسرائيل” الرد الايراني وتُحجم عن الرد لكي تتفادى المواجهة مع ايران؟ لا سيما وأن الحرب إذا اندلعت فلن تبقى محصورة مع إيران فحسب، وفق ما يشير مطلعون في جبهة المقاومة، بل ستتدحرج الى الجبهات المحيطة من لبنان وسوريا والعراق واليمن وربما جبهات أخرى. لا سيما وأن لإيران حلفاء آخرين في أفغانستان والخليج وغيرهما قد يدخلون الحرب أيضاً.
حزب الله بلسان أمينه العام أكد بأن الجبهة في لبنان اتخذت الإجراءات والاستعداد لكافة الإحتمالات، وجاهزة لخوض الحرب الشاملة، ويشير المطلعون الى أنه كما أن الجمهورية الإسلامية لم تترك حركات وفصائل ودول المقاومة في ذروة الحروب الخارجية عليهم ولا سيما الحرب الحالية على غزة وقبلها حرب الإرهاب على سوريا ولبنان والعراق، ولم تبخل بدعم عسكري وأمني وسياسي ودبلوماسي ومالي.. فإن حركات المقاومة لن تترك إيران لوحدها وستُشعِل الجبهات كافة بمستويات أعلى من التصعيد لن يتوقعها العدو، وستتصرف على أنها الحرب الشاملة والكبرى والفاصلة والتي لن تنتهي إلا بزوال الكيان الاسرائيلي. ولهذه الغاية سارع حزب الله الى توجيه رسالة أمنية لـ”تل أبيب” تندرج في سياق إنذارها من الرد على الرد الإيراني، وذلك عبر إسقاط طائرة اسرائيلية مسيّرة من نوع “هرمز 900.”.
المعلومات تؤكد أن الادارة الأميركية بحالة استنفار وتحولت خلية نحل، حيث يتحرك فريق عمل الرئيس بايدن بأكثر من اتجاه:
الأول مع القيادة الايرانية عبر وسطاء وقنوات التواصل العمانية والعراقية، لاحتواء الغضب الايراني وإقناع طهران بأن لا علاقة أميركية بالاعتداء الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق، وعدم استهداف القواعد الأميركية في المنطقة، وتخفيف حجم الرد الايراني لكي يستطيع الاسرائيلي هضمه ولكي لا يذهب إلى رد مقابل يصعب حينها احتوء الحرب الشاملة.
الثاني عبر حلفاء واشنطن المصريين والأردنيين والسعوديين والاماراتين للضغط على حركة حماس لتخفيف سقف شروطها لوقف إطلاق النار وتقديم تنازلات ليكون لواشنطن هامشاً لإقناع حليفتها قبول الهدنة.
الثالث: التحرك عبر الحكومة الاسرائيلية لوقف المجازر ضد المدنيين في غزة وفتح ممرات إنسانية والقبول بوقف مؤقت لإطلاق النار وهدنة إنسانية وتبادل، ما يفتح الباب أمام التفاوض مع إيران على تجميد الرد كثمنٍ لوقف الحرب على غزة.
الكرة في الملعب الإيراني.. ماذا ستفعل؟ بحسب مطلعين فإن إيران اتخذت قرار الرد لكن تترك طبيعته وحجمه مفتوحاً على كافة الإحتمالات والمستويات ويجري حسمه وفق نتائج المفاوضات الدائرة، لكن الرد سيحصل بمعزل عن الوضع في غزة، إلا أن حجمه سيُحدد بمدى تقيّد كيان العدو بوقف حربه الوحشية على غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى